هل سبق أن شاهدت فيلمًا أكثر من مرة؟ أو استمعت إلى قصة تعرفها جيدًا، ومع ذلك استمتعت بها وكأنها جديدة؟ هذا الأمر ليس غريبًا كما يبدو، بل له تفسير نفسي عميق.

الدماغ البشري مبرمج على حب السرد. منذ آلاف السنين، كانت القصص وسيلة لنقل المعرفة والقيم والخبرات. القصص تجعل المعلومات أكثر ارتباطًا بالعاطفة، وتساعد الدماغ على معالجتها وحفظها بشكل أفضل.

حتى عندما نعرف النهاية، فإننا نستمتع بالرحلة نفسها: اللغة، التفاصيل، التوتر، والمشاعر. تكرار القصة يمنحنا شعورًا بالراحة والأمان، لأننا نعرف ما سيحدث، ونستطيع التركيز على الجوانب التي لم نلاحظها من قبل.

كما أن معرفة النهاية لا تفسد المتعة، بل قد تزيدها. الدراسات أظهرت أن الأشخاص الذين يعرفون نهاية القصة مسبقًا، يستمتعون بها أحيانًا أكثر من أولئك الذين لا يعرفونها، لأن التوتر يقل والتركيز على التفاصيل يزيد.

إضافة إلى ذلك، القصص تثير مناطق في الدماغ مرتبطة بالتعاطف والتخيل. عندما نستمع إلى قصة، نعيش تجارب غيرنا، ونرى العالم بعيون مختلفة، وهذا يثري فهمنا للآخرين.

ببساطة: لا نحب القصص فقط لأنها جديدة، بل لأن كل مرة نسمعها… نسمع أنفسنا فيها بشكل مختلف.