رغم أن الظلام بحد ذاته ليس مضرًا، إلا أن أغلب الناس يشعرون بالتوتر أو الخوف حين يُطفأ النور. هذا الخوف متجذر بعمق في عقولنا، ويعود إلى أسباب بيولوجية ونفسية وتاريخية معقدة.
السبب الرئيسي أن الظلام يحدّ من قدرتنا على الرؤية، مما يقلل شعورنا بالأمان. في الظلام، لا نستطيع رؤية ما حولنا أو التحقق مما إذا كان هناك خطر قريب، فينشط الدماغ ويُطلق إشارات تحذيرية استباقية، تُترجم إلى شعور بالخوف.
في العصور القديمة، كان الظلام مرتبطًا بالمخاطر الحقيقية: حيوانات مفترسة، لصوص، أو بيئة غير آمنة. فترسّخ في أذهان البشر عبر آلاف السنين أن “الظلام = خطر محتمل”. وحتى اليوم، ما زالت أدمغتنا تتفاعل بنفس الطريقة رغم أننا نعيش في منازل آمنة.
من الجانب النفسي، الظلام أيضًا يُحفّز الخيال. عندما لا نرى بوضوح، يبدأ العقل في “ملء الفراغ”، وغالبًا ما يملؤه بأسوأ الاحتمالات: صوت مجهول، حركة خفيفة، أو ظل عابر.
ولكن لا تقلق، فالشعور بالخوف من الظلام ليس ضعفًا، بل هو آلية طبيعية للبقاء. ومع التدرّب على الهدوء والتنفس العميق، يمكننا التغلب على هذا الشعور والتعامل معه بشكل صحي.